
جنوب أفريقيا فقدت زعيمها وأبوها كما يطلقون عليه، ظلوا يصلون من اجله، ترتيلا ورقصا وغناء، شباب صغير لم يعرف ويلات التمييز العنصري إلا من خلال الكتب يتحدث عن مانديلا وكأنه يعرفه وعايشه رغم اختفاءه عن الساحة منذ فترة. كيف استطاع هذا الرجل ان يكون هذا الإنسان؟؟
“أن تكون حرا لا يعني مجرد التحرر من الأغلال، ولكن أن تعيش وفق نمط حياة تعزز من خلاله حرية الآخرين وتحترمها”. كلمات تختزل نضالا دام نحو 30 عاما أصبح خلالها المناضل والسياسي الجنوب أفريقي الأكثر شهرة واحتراما في العالم نيلسون مانديلا زمزا للحرية وأبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري.
سطر الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا اسمه بحروف من نور في تاريخ جنوب إفريقيا، حتى تحول الى ما هو أشبه بالماسة النادرة التي تزين بها الدولة جبينها. وقد تحول مانديلا من مواطن جنوب إفريقي يصارع نظامًا عنصريًا إلى مواطن عالمي ارتفعت هامته فوق كل الهامات،
بدا مانديلا رحلة النضال والمقاومة مبكرا، منذ عام 1942 انضم إلى المجلس الأفريقي القومي الذي كان يدعو إلى القضاء على التمييز العنصري وكان عمره وقتها 24 عاما، ودفع ثمنا غاليا اذ قضى عمرا طويلا بين جدران السجون، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصري. في السجن كان الرجل حراً أكثر من العديد من الطلقاء، فخلال 27 عاماً قضاها خلف القضبان، قرأ الكثر من الكتب بلغة جنوب أفريقيا (الافريكان) وأكمل تعليمه في الحقوق بنظام الدراسة عن بعد. وأهم ما قام به هناك فتح مفاوضات سرية مع سجانيه. وأمضى مانديلا 18 عاماً في سجن على جزيرة «روبن آيلاند» قبل نقله في العام 1982 الى سجن «بولزمور» في كيب تاون، ثم نُقل إلى سجن «فيكتور فيرستر» في مدينة بارل المجاورة. في عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض. وبقي في السجن حتى 11 شباط 1990. حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك في عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. وفاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في أول انتخابات متعددة الأعراق مع منح حق التصويت الكامل في 27 أبريل 1994، ثم تنصيب مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في 10 مايو 1994 وأبا للأمة.
غادر مانديلا الحياة وترك بصمة وأثرا لن أكون مبالغا عندما أصفها بالابدية. احتراما وتقديرا لهذا الرمز الإنساني اجد انه من المناسب التوقف عند بعض من أقواله التي تلخص تجربة وحياة لشخص يندر ان يتكرر.
– العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها.
– إن الانسان الحر كلما صعد جبلا عظيماً وجد وراءه جبالا أخرى يصعدها.
– الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً.
– إننا نقتل أنفسنا عندما نُضَيّق خياراتنا في الحياة.
– التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم.
– إذا خاطبت أنسانا بلغة يفهمها، فتكون وصلت لعقله. أما إذا خاطبته بلغته الأم، فتكون قد وصلت لقلبه
– الأمر يبدو دائماً مستحيلاً إلى أن تنجزه
– ليس هناك درباً سهلاً للحريّة، وعلى العديد منا سلوك وادي ظلال الموت مراراً وتكراراً قبل أن نصل إلى القمة التي نبتغيها
– القائد الناجح هو الذي يواجه جدالاً بصراحة وعمق لتقريب وجهات النظر مع الطرف الآخر… ولكن الفكرة تلك لا تخطر على بال المتعجرف، السطحي والجاهل
– فلندع الحرية تسود. فالشمس لا تغيب عن هذا الإنجاز البشري العظيم
– أحلم بأفريقيا تنعم بسلام داخلي مع نفسها
– طوال حياتى وهبت نفسى لصراع الافارقة، و حاربت ضد هيمنة ذوى البشرة البيضاء , وضد هيمنة ذوى البشرة السوداء أيضا,و قد قدرت فكرة الديمقراطية و حرية المجتمع حيث يكون كل البشر يعيشوا فى تناغم و مساواة فى الحقوق. وهى مبادىء اتمنى الحياة من أجلها, ولكن لو كانت إراده الله فأنا مستعد أن أموت من أجلها.
– المال لن يصنع النجاح، إنما الحريّة لإنتاج المال تصنع النجاح.
– لا شيء يضاهي العودة إلى مكان لم يتغيّر أبداً، كي تكتشف الزوايا التي تغيّرت في نفسك.
– أكره العنصرية لأنه أمر بربري، إن كان مصدرها رجلاً اسود أو أبيض.
– ليس شيء يدل على تسامح مجتمع ما أكثر من طريقة تعامله مع أبناءه.
– إذا أردت تحقيق السلام مع عدوّك، عليك أن تعمل معه، بعدها فسوف يصبح شريكك.
– القائد الحق يقف في الخلف وتضع الآخرين في المقدّمة عندما يحتفل بالانتصار، وأن يكون بالمقدّمة في حال الخطر. عندها، سيقدّر الناس قيادته له
– الشجاعة لا تكون في غياب الخوف إنما في التغلّب عليه. الرجل الشجاع ليس من لا يشعر بالخوف وإنّما من يقوم بقهره.
لا يمكن الحديث عن مصر خلال الثلاث السنوات الماضية، دون الحديث عن الأزهر، ودور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي أعدا للأزهر أمجاده، ودوره التنويري والسياسي، وذكرنا بمشايخ الأزهر الذين لعبوا دورا دوراً وطنيا خلال المراحل التاريخية المختلفة في مصر، من مقاومة الاحتلال الفرنسي والإنجليزي.
لا يقل الدور الذي لعبه أحمد الطيب عن ذلك، وهو الذي أطلق مبادرات التهدئة خلال الفترة التي أعقبت 25 يناير 2011، مباردة تلو المبادرة، وأطلق الوثائق الجامعة حول دولة مدنية تفتخر بعروبتها وإسلامها، وثيقة تلو الأخرى، ووقف حجر عثرة طوال عام كامل، بل طوال ثلاثة أعوام، أمام مشروع الإخوان، الذي كان يريد القضاء على الأزهر ومشروع الإسلام الوطني، ولا زال يقف، ولا زال يواجه الإرهاب في الأزهر، الجامع والجامعة والمشيخة.
أقول هذا الكلام بمناسبة الخبر عن دخول دكتور أحمد الطيب مركز الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان لإجراء عملية قسطرة “تشخيصية” داخل المركز، أقوله، وقلبي وقلب كل المصريين مع الرجل الذي حافظ على مصر طوال الثلاث سنوات الماضية، لم تكن مر وحدها خلالها هي المهددة، بل الإسلام الوسطي الذي يقوده الأزهر، الذي أفضل أن أدعوه دائماً بالإسلام الوسطي، وكان أسهل ما يمكن أن يفعله أن يتخلى عن مكانه أو يصمت، لكن آثر الصمود، حتى خرج يوم 3 يوليو مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليعلن انحيازه لثورة الشعبي المصري، ويؤكد أن الإسلام لا يمكن اختطافه من قبيل فصيل سياسي، أو أيديولوجية تتخفى وراء الإسلام لتحقيق أغراض أخرى.
استطاع الشيخ أحمد الطيب أن يكون حالة مصرية خالصة، يحبها المصريين، ويرونه رمزاً تنويرياً لهم، هذه الحالة التي تصاحب الشيخ أحمد الطيب من القبول أينما ذهب، بدأت عندما تم اختياره لكي يكون شيخا للأزهر ، رغم بعض الأصوات الصادرة من بعض الاتجاهات السياسية والتي انتقدت قرار توليه الإمامة الكبرى ، إلا أن هذه الأصوات اختفت وسط تيار الترحيب برجل يحمل من الصفات ما سمع الناس عنها ولمسها من اقترب منه ، والأمل في أن يعيد للأزهر المكانة التي هي له بحكم التاريخ والمكانة والأثر في العالم ، وهو ما استطاع فعله منذ ذلك الوقت وحتى الآن
شخصيا كنت من أشد المتحمسين للشيخ الطيب منذ أن كان مفتياً للديار المصرية ، كنت قد التقيته ذلك الوقت بمكتبه بدار الإفتاء ، واكتشفت ملامح شخصية المصري الحقيقي في د. الطيب ، ليس فقط ملامح ” الطيبة ” على وجهه والتي هي تأكيد على أن لكل من اسمه نصيب ، ولكن أيضا لما امتلك من أركان تكوين لشخصية ضاربة في جذور مصر بثقافتها ، وتاريخها ، وتسامحها وتعددها ، لذلك ما كنت أتمناه عندما بدأ الحديث عن شيخ جديد للأزهر ، أن تلقى المهمة على عاتق د. الطيب .
الدكتور أحمد الطيب شخصية متعددة الجوانب ، ويجمع بين صفات تبدو للوهلة الأولى متناقضة لكنها بشيء من الـتأمل تبدو متكاملة ، فهو يحمل صرامة الرجل الصعيدي القادم من الأقصر ، ويحمل استنارة وليونة الرجل المتحضر ، ولديه زهد المتصوفين الذين ينتمي إليهم .
بسيط من أسرة بسيطة ، لكنها متميزة من الناحية العلمية والاجتماعية لا من الناحية المادية ، فأجداده جميعهم تقريبا من العلماء، ويقول أنه اكتسب صفاته من جده الأكبر العالم الجليل الذي توفي عام 1956 عن عمر يناهز مئة عام ، وبلدته التي ينتمي إليها وهي القرنة بمحافظة الأقصر بجنوب مصر ، لا هي قرية ولا هي مدينة ، ولا هي خليط بين الاثنين لكنها تجمع كل تاريخ وحضارات مصر المتعاقبة منذ الفراعنة
إذن د. الطيب هو ابن الحضارة المصرية الضاربة في جذور التاريخ ، وهو ابن الثقافة المصرية الوسطية ، ووثيق الصلة بالصوفية التي بدأت من مصر ، وجذوره الفكرية هي الأصول الفكرية الصحيحة للإسلام.
نتمنى له تمام الصحة والعافية، وأتمنى أن يخرج سريعاً ليعود ليمارس دوره التنويري الهام، ولكي يواجه طيور الظلام الذين أخافهم صموده وقوته وإيمانه بدينه ومصره وقضيته.
اعتدت دائماً ان اطلع على كل الرسائل التي تصلني على بريدي الإلكتروني، وقد ثبت لي دوما ان هذه العادة تتيح لي فرصة الاستفادة بالاطلاع على موضوعات مهمة تضيع لو لم اعتني واهتم بما يصلني، وثبت لي صحة ذلك مرات عدة، من بين هذه المرات تلك الرسالة التي أتتني تحت عنوان “أضف للبشرية” والتي قد تعطي انطباعا سريعا انها رسالة من احد المنظمات الخيرية او غيرها من تلك التي تطلب تبرعا ودعما وهو امر يشجع على تجاهل الرسالة من اللحظة الاولى، لكن العادة هي ما دفعتني لفتح الرسالة لتتاح لي فرصة الاطلاع على مشروع أراه مهما ويحتاج التبني، وان الاسم الذي اختاره أصحابه له هو جدير به.
“باختصار نحن شباب نحاول أن نقدم لبلدنا وأمتنا شئ يساهم في مسيرة تقدمها, أطلقنا مشروع اسمه “أضف
للبشرية.. أضف لويكيبيديا” يهدف إلى زيادة المحتوى العربي (الضئيل جدا) على الإنترنت, عبر زيادة عدد المقالات العربية الموجود على الموسوعة الشهيرة مفتوحة المصدر: ويكيبيديا”، هكذا بدأ محمد جمال رسالته لي. وقد عرف نفسه بانه مؤسس مشارك. وهو مهندس كمبيوتر, ومتخصص في تطوير الأعمال Business Development, ساعد في تحويل أول محرك بحث عربي ذكي إلى شركة ناجحة, ويعمل حاليا مع واحدة من أبرز الـ Startups في القاهرة. محمد يعشق الكتابة, ويساعد حاليا في إعداد النسخة العربية من السيرة الذاتية للدكتور حاتم زغلول, المصري الكندي الذي اخترع الواي فاي. وهذه معلومة جديدة لي أظنها تستحق البحث فيها.وكما ترون فان الموضوع بحق يستحق القراءة والمتابعة والدعم. تصفحت الموقع عبر الرابط الذي كان مرفقا بالرسالة، واكتشفت أهمية الموضوع.
توقف المشروع بعد احداث يناير, لاعتقاد أصحابه أن الوقت قد حان ليتركوا فضاءهم الإلكتروني والتركيز على العمل في الأرض, لكن نتيجة الصعوبات والمشكلات التي واجهت مصر اكتشفا اهمية العودة للمشروع وفي إمكانية إنجاز شئ حقيقي وكبير وضخم للأمة العربية ولو على الشبكة الإلكترونية.
بدأ المشروع في 2008 وكان وقتها عدد الموضوعات العربية على ويكبيديا حوالي 67 ألف موضوع فقط, وكان وقتها عدد الموضوعات باللغة العبرية يفوق هذا الرقم، لذلك قام محمد جمال وزميله في التأسيس هيثم نصار ببناء موقع إلكتروني يشرح فكرة المشروع, وأهمية ويكيبيديا وكيفية الإضافة إليها, وبدأنا الدعاية للمشروع, ولم نتوقع رد الفعل العظيم من مئات الشباب العربي الذي شارك وكتب موضوعات موسوعية مهمة للغاية باللغة العربية, ومنهم نماذج عبقرية مثل مهندسة عراقية أعدت بمفردها 500 موضوع.
انطلقت النسخة التجريبية من موقع مشروع “أضف للبشرية.. أضف لويكيبيديا” صباح يوم الجمعة 1 نوفمبر 2013, ليكون الموقع بأنشطته المختلفة أداة لكل من يرغب إثراء النسخة العربية من الموسوعة العالمية مفتوحة المصدر “ويكيبيديا”. المشروع يهدف للمشاركة في زيادة عدد الموضوعات العربية على ويكيبيديا إلى مليون موضوع, لتصبح اللغة العربية واحدة من أنشط 10 لغات على الموسوعة العالمية. ويوفر الموقع للنشطاء الذين يرغبون في المساعدة على تحقيق هذا الهدف العديد من المصادر والموارد لمساعدتهم, من أول موضوعات ومقالات تعليمية حول كيفية الإضافة للموسوعة وتحرير موضوعاتها, مرورا بقائمة من الموضوعات التي تنقص الموسوعة ليمكنهم البدأ في إضافتها, وكذلك كتب ومقالات تستخدم كمصدر للإلهام لإضافة موضوعات جديدة, وانتهاء بمقاطع فيديو حول كل ما يخص الموسوعة, ومسابقة شهرية لأفضل موضوع تم إضافته عبر نشطاء الموقع. استمرت المرحلة التجريبية لمدة 3 شهور (تنتهي في 1 فبرااير 2014), وتهدف لاختبار الموقع وخصائصه وتجميع آراء ومقترحات الزوار والأعضاء, قبل إطلاق النسخة المكتملة من الموقع مع (فبراير2014)
استطعنا المساهمة في كسر اللغة العربية حاجز المئة ألف موضوع موسوعي على ويكيبييديا, والتغلب على نظيرتها العبرية.
ويكيبيديا هي موسوعة عالمية مفتوحة المصدر, بمعنى أنك تستطيع مطالعة موضوعاتها مجانا, وتستطيع المشاركة في تحريرها وزيادة محتواها, تحتوي على 30 مليون موضوع مكتوبة بـ 286 لغة (قام بكتابتها متطوعون) ويطالعها 365 مليون شخص حول العالم. عدد الموضوعات الإنجليزية على ويكيبيديا 4.2 مليون موضوع, بينما عدد الموضوعات العربية لا يمثل 1 على 16 من هذا الرقم (236 ألف موضوع), وعندما نعلم أن عدد متصفحي الإنترنت في العالم العربي حوالي 80 مليون مستخدم, وأن 65% منهم (وفقا لشركة مدار لأبحاث الإنترنت) لا يجيدون استخدام الإنجليزية, ندرك أن مستخدم الإنترنت العربي في أزمة معلوماتية, وأن النسخة العربية من ويكيبيديا أمامها الكثير لكي تقدم له ما يشبع نهمه للمعلومات.
بدأ التفكير في مشروع يشجع الشباب العربي على إثراء محتوى ويكيبيديا العربية عام 2008, وقتها كان عدد الموضوعات العربية على ويكيبيديا لا يتجاوز الـ 67 ألف موضوع (بعدد أقل من نظيرتها العبرية!), وتم إطلاق مبادرة “أضف للبشرية.
ويطرح 5 أسباب تحفز زائري الموقع للمشاركة في ويكيبيديا، وهي كما يوجهون حديثهم لزائر الموقع:
أن تكون إيجابي, وتشارك بعلمك/بخبراتك/بأي شئ تعرف عنه, في الموسوعة التي يستخدمها الملايين من العرب.
أن تشارك في عمل حضاري وتنموي كبير, بناء أكبر موسوعة عالمية مجانية توفر المعلومة للملايين دون مقابل, لنترك لأبنائنا من بعدنا مصدر معلومات عربي ثري ومجاني يعتمدون عليه.
أن تضع “اللغة العربية” في الصدراة, مثلها مثل باقي لغات العالم المتقدم.
أن تلفت نظر العالم, إلى أننا نستطيع عمل شئ حضاري ولسنا متراجعين في كل شئ حتى في العمل التطوعي.
أن تثبت لنفسك أنك قادر على القيام بتغيير حقيقي وتنمية حقيقية, ناتج ذلك سيحفز الآخرين ليحذون حذوك.
شاركنا لنصل إلى مليون موضوع عربي على ويكيبيديا.
الهدف هو أن تصبح اللغة العربية واحدة من أنشط 10 لغات على ويكيبديا العربية, مثلها مثل الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية واليابانية, وذلك بالمشاركة في مضاعفة المحتوى الحالي ليصل إلى مليون موضوع عربي. وبهذا “يمكننا معا أن نضع اللغة العربية في الصدارة, مثلها مثل باقي لغات العالم المتحضر والمتقدم” كما قالوا على موقعهم.قم بإضافة موضوع ولو قصير إلى ويكيبيديا (كيف تضيف إلى ويكيبيديا خطوة بخطوة), ستجد عداد يعرض عدد الموضوعات التي شاركت في المشروع حتى هذه اللحظة, لنراقب تقدمنا في الوصول إلى الهدف, ولنتشجع سويا في الوصول إليه.
انا من الذين ينظرون الى ما يذكره موقع ويكبيديا بكثير من الحذر وأظن ان المعلومات الواردة فيه تحتاج دوما الى تدقيق، لكني اعتقد ان الهدف من هذا المشروع جديرة بان يبادر كل منا الى المشاركة باي شكل في دعمه.
في زيارتي الأخيرة إلى أبوظبي، شعرت أنني لا زلت في مصر، فلا حديث سوى عن جماعة الإخوان، ومناسبة الحديث ليس فقط عودة العلاقات بين البلدين الشقيقين، مصر والإمارات، إلى طبيعتها بعد زوال هم الإخوان، ولكن أيضاً أن الإمارات كانت تشهد محاكمة ما اصطلح على تسميته بـ “الخلية الإخوانية”.
محاكمة الخلية الإخوانية في الإمارات تأتي تزامناً مع قيادات الجماعة في مصر، وكأن الدولتين الشقيقتين اتفقتا على القضاء على رأس الأفعى وذيلها في وقت واحد، رغم أن هذه الخلية كانت أحد أسباب توتر العلاقات بين مصر (إبان حكم الإخوان) والإمارات، بعد أن أعلنت السلطات الإماراتية في منتصف يوليو 2012 أنها فككت مجموعة “سرية” قالت إنها كانت تعد مخططات ضد الامن وتناهض دستور الدولة وتسعى للاستيلاء على الحكم، وبعد تحقيقات استمرت نحو 6 أشهر أعلنت النيابة العامة في الإمارات في 27 يناير من العام الجاري إحالة 94 إخوانياً الى المحكمة الاتحادية العليا ليحاكموا بتهمة التآمر على نظام الحكم والاستيلاء عليه، والتواصل مع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين لتحقيق اهدافهم، وفي هذه الأيام تتم محاكمة 30 متهماً من المنتمين إلى ما عرف بـ”الخلية الإخوانية”، حيث تضم قائمة المتهمين 10 مواطنين، إضافة إلى 20 مصرياً، 6 منهم هاربون، ويحاكمون غيابياً.
علاقة الاخوان بالخليج بدأت من السُّعودية تأثرا في نشأتهم بتجربة الاخوان في السعودية مؤسس الجماعة ومرشدها الاول حسن البنا اثناء حراكه السّياسي في مواسم الحج، التقى بالملك عبد العزيز آلتي سعود عام (1936) وطلب إنشاء فرع للإخوان المسلمين في السُّعودية، فرفض الملك قائلاً “ كلنا مسلمون وكلنا إخوان فليس في دعواك جديد علينا”، إلا أنّ الإخوان وُجِدوا كتيار فكري، وكأفراد تمتعوا بنفوذ كبير داخل المملكة في مراحل تاريخية لاحقة، كانت العلاقة بالإخوان كتنظيم ـ في الزمان الأول – جيدة، و لم يتعكر صفوها إلا بعد الثورة اليمنية التي تمايزت فيها مواقف الإخوان والسُّعودية، فموقف الإخوان كان مساندا لثورة اليمن، بينما وقف الملك عبدالعزيز آل سعود ضدها، وألقى هذا الموقف بظلاله سلبا على العلاقة بين الطرفين.
تجربة الاخوان في دول الخليج تبدو متشابهة في هذه الدول الى حد كبير، في العهد الناصري هاجر الإخوان من مصر بعد صدامهم مع النظام ومحاولتهم القفز على الحكم والانقلاب عليه، وتوسَّط الملك سعود عند جمال عبد الناصر في أزمة الإخوان الأولى، واستجيب له نسبيا، ولكن الإخوان عادوا إلى محاولاتهم الانقلابية فعاد الصدام من جديد. وجد أعضاء الجماعة الهاربون في الدول التي هربوا اليها سماء آمنة فنشروا وانتشروا واستطاعوا ان يتواجدوا خاصة في منطقتي التعليم والاقتصاد. سيطر المنتمون للإخوان المسلمين على المناحي التعليمية في الجامعات تحديدا في عقدي السبعينيات والثمانينيات، وكذلك على العديد من المنابر الإعلامية ومنابر الدعوة. انتشر أعضاء الجماعة وكونوا تنظيمهم وشعبهم تحت أعين الحكومات الخليجية في معظم الأحيان ، ولم يدركوا وقتها انهم يربون ثعبانا داخل ثيابهم، اعتقدوا أن مزيجاً من الدعم والاستيعاب يمكن ان يضمن لهم مناخا مستقرا. لم يدركوا وقتها انهم يحولون الخليج الى منطقة تمركز وانطلاق جديدة لتنفيذ مخططاتهم، وعلى سبيل المثال فان التنظيم الدولي للجماعة كان يعقد اجتماعاته في مكة والمدينة في موسم الحج كما قال القرضاوي نفسه الذي كان عراب الصفقة بين الاخوان وقطر التي تم بموجبها حل شعبة الاخوان في قطر مقابل الدعم الل محدود للتنظيم.
بعد الصفقة السياسية في عهد السادات مع الاخوان زار الهضيبي السعودية، وعقد عام (1971) اجتماعا موسَّعا للإخوان، تَشَكّلت فيه ملامح التنظيم الإقليمي، الذي ضمّ إخوانًا آخرين من البحرين والإمارات والكويت، وعلى الرغم من هذا التوسع الجغرافي في التنظيم اعتقد عديدون أن دور الإخوان الخليجيين لم يزد عن جباية الأموال. لكن الحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين الخليجية لم تعد تلك التي تجمع التبرعات والصدقات في الشوارع العامة والجوامع والمساجد، ولا يقتصر عملها على كفالة الأرامل والأيتام، ولكن اليوم أصبح ذراعاً سياسياً وأقتصادياً للجماعة الأمة في مصر، والأخطر أنها تبنت الفكر الإنقلابي في دول مجلس التعاون كما صرح وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.
جماعة الإخوان المسلمين في الخليج العربي لها أرتباط بالتنظيم الأم في مصر، وأنها تحمل نفس الفكر الإنقلابي في مصر، ويتعجب البعض للارتباط العضوي مع الجماعة الأم والتنظيم الرئيسي، فإن جماعة الإخوان المسلمين تحمل نفس الفكر للتنظيم الرئيسي، بل إن تحركاتهم الأخيرة بالمنطقة بلغ الخطوط الحمراء إلى درجة التحذير العلني من قبل وزير خارجية دولة الإمارات . ويعد إلقاء القبض في الإمارات على شبكة إنقلابية أخوانية تسعى للإطاحة بالحكومات الخليجية هو دليل قاطع على نوايا الاخوان تجاه من آواهم عندما كانوا مطاردين.