بقلم عبداللطيف المناوى
بمجرد أن بدأت الأحداث في تونس أعلنت بريطانيا تحركها العاجل لإجلاء رعاياها من هناك ، والرعايا البريطانيين كان معظمهم من السياح حيث أن تونس من المقاصد السياحية المألوفة لأوروبا ، وتحركت عدة دول بشكل مباشر بمجرد أن فتح المجال الجوي التونسي لنقل وإخراج مواطنيها ، وفوجئت أنا شخصيا باتصالات بالأمس من مصريين علق أبناؤهم في تونس ولم يجدوا من يخرجهم من هناك ، وتذكرت على الفور موقف مصر للطيران بتعليق رحلاتها للمجال التونسي بعد بدء أحداث الشغب هناك ، ولكن ما لم افهمه هو عدم اتخاذ الجهات المسئولة و الأجهزة المسئولة موقفا سريعا للتعامل مع المصريين هناك ، احدهم قال لي عبر الهاتف باستنكار وألم : المطار لم تتوقف الطائرات عن الهبوط فيه لإجلاء الرعايا ونحن فقط من لا يجدون من يسال عنهم
حرص القيادة السياسية على المصريين هو أمر غير قابل للتساؤل ، واتخاذ الرئيس مبارك شخصيا لقرارات مختلفة في إطار الحرص على كل المصريين مسألة لا يمكن حصرها بسهولة ، ولكن الأمر أيضا لا ينبغي أن يكون الانتظار لقرار من الرئيس مبارك للتحرك لإخراج المصريين من هناك ، كنت أتصور أن يحدث قدر من التنافس بين الجهات والأجهزة المختلفة لرعاية هؤلاء المصريين ، لكن يبدو ـ وهذه قد تكون معلومات او لا تكون ـ أن كل جهة حاولت أن تلقي بالمسئولية على جهة أخرى ، وفي هذا خذلان للمصريين الذين يعتبرون أن الدولة هي الملاذ ، فأول مؤشرات قناعة الدولة بالممارسة الإجراءات التي تؤخذ من أجل المواطن ، و أن يشعر المواطن ان دولته حريصة عليه في كل مكان وأي موقع ، و أول إشارات الحرص هو الشعور بحماية دولته له حتى لو كان بعيدا عنها وقيام الدولة بنزع عنصر القلق عنه ، وإعطاؤه الإحساس وهو في مثل تلك الظروف التي يعيشها بقلق مصريون حتى لو كان هؤلاء مجرد عشرات على أصابع اليد الواحدة .
مرة أخرى كنت أتمنى كما يتمنى كل مصري أن يكون المجال مجال التسابق بين الأجهزة المختلفة لتقوم بذلك الدور دون انتظار لقار أعلى منها ، وأتمنى بكون هذا المقال قد تجاوز وقته بان تكون هناك في هذا الوقت طائرة مصرية لتحمل المصريين من هناك .