ليس هذا وقت الخلاف

2013-635082139780656719-65

بالتأكيد ليس هذا هو وقت الخلاف بين المصريين، وليس وقت التنازع، ورمى الاتهامات بين من جمعتهم ميادين 30 يونيو، وبالتأكيد أن هذا الخلاف والنزاع لا يصب إلا فى مصلحة من خانوا الوطن، وباعوه لتنظيمهم الدولى، وهم الآن يذكون نار الخلافات، ويراقبون المصريين وهم يتقاذفون الاتهامات.

الشىء الذى يلاحظه أى شخص يتابع المشهد السياسى الآن هو أن هناك حالة من حالات التقسيم يراد فعلها بمصر، ورغبة فى شق المصريين مجددا، بعد أن أحبطت طوابير الاستفتاء محاولات كثيرة، وأرعبت من ظنوا أنهم يملكون أصوات المصريين، لذا قرروا أن ينتقلوا إلى خدعة جديدة، وهى قطع الحبل الواصل بين التيارات المختلفة، من خلال تقسيمهم إلى من خرجوا فى 25 يناير، ومن خرجوا فى 30 يونيو، وهى الفكرة التى لا تصب إلا فى صالح جماعة الإخوان.

ليست هذه هى الخدعة الأولى، فقبل أيام من الاحتفال بالذكرى الثالثة لـ25 يناير خرجت جماعة الإخوان بمراوغة جديدة، لتقدم ما لا يمكن اعتباره اعترافاً بالخطأ، وتغازل القوى السياسية الشبابية بالحديث عن الاتحاد والصف الواحد، والمشاركة السياسية، وتعيد ترديد شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية، وهى المصطلحات التى كانت ترددها الجماعة أيضاً قبل وصولها للحكم، ولما وصلت ألقت بها عرض الحائط، ولم تكتف الجماعة بهذا، بل خرج حزب الوسط، المحسوب عليها، بما سماه اعتذاراً، فى محاولة فاشلة لخداع جديد، ولصرف النظر عن أن مظاهرات الجماعة التى تنوى تنظيمها فى 25 يناير هى للقوى الشبابية وليس للجماعة، وهى حيلة لم تعد تنطلى على أحد.

هذا الأسلوب الذى اعتادت عليه الجماعة فى حربها ضد المصريين، من خداع وكذب وتضليل ومحاولات شق الصف والتقسيم، يجب الانتباه إليه جيداً، ويجب على القوى السياسية والشبابية أن تعيه وتدركه، وتتركه وتنصرف لإكمال خارطة الطريق وبناء مصر الجديدة التى نحلم بها.

من المؤكد أن هناك ملاحظات على ما حدث فى 25 يناير، لكن المؤكد أيضاً أن ما حدث فى ذلك اليوم كانت به حالة مصرية حقيقية، وكانت هناك مطالب حقيقية للمصريين الذين خرجوا رافعين شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، والمؤكد أيضاً أن يوم 30 يونيو استطاع جمع كل الأطياف المصرية، من خرجوا يوم 25 يناير ومن لم يخرجوا، من صمتوا ومن أجبرهم حكم الإخوان على الخروج لاسترداد وطنهم، وحتى لا ننسى يمكن الرجوع لأى صحيفة يوم 29 يونيو وقراءة آراء كل القوى السياسية التى تتناحر الآن، ومشاهدة أى صورة وقد اصطفت فيها كل القوى السياسية تحت هدف واحد.

والمؤكد أيضاً أنه رغم بذور الفتنة التى يزرعها الإخوان، إلا أن خروج المصريين للاستفتاء على الدستور جمعهم مرة أخرى، وأكد اصطفافهم، وهو المشهد الذى أرجو أن نحافظ عليه لنكمل الخطوات القادمة، ونستكمل خارطة الطريق، وأن يكون الاستفتاء هو المظلة الجامعة التى نتحرك جميعاً تحتها، فالخلاف يهدد الجميع، سواء ممن كانوا ينتمون لـ25 يناير أو 30 يونيو، والحل للخروج من هذا المأزق هو العودة إلى الوطن مرة أخرى، والتفكير ما الذى يجب أن نفعله له لكى نخرج من الحالة الراهنة، وهذا لن يتأتى إلا بعدم الوقوع فريسة لأكاذيب الإخوان وخداعهم ومحاولاتهم شق الصف المصرى مرة أخرى.

أضف تعليق